عزيزتي فَ ..
اليوم أتممتي اسبوعين كاملين منذُ زواجك، دعيني ياحبيبتي اشارككِ ماحدث لي على المستوى الشخصي و النفسي، فلقد تشاركنا على المستوى الإجتماعي و المرئي، واعذُريني فقد ادخل في تفاصيل دقيقة وأطيلَ عليكِ ..
اليوم الموافق ١٦ من شهر رَجب، كان يوم الخميس، وكعادة أي خميس في كلية الطب فقد كان منهكًا، كانت المواضيع تدور حول مفصل الكتف ومايُكونه و يدعمهُ من عضلات، وكيف أن له دور كبير في جمالية جسم الإنسان، و تحدثنا ايضًا عن مايصيبه من كسور و ضمورٍ لعضلاته، حيث أنه من أكثر المفاصل التي قد تُخلع أو تُكسر بسهولة.
في خوض كل هذا، كانت الفكرة التي تحمل اسمكِ موجودة في رأسي، تدور كثيرًا، كنتُ متشوقه ومتحمسه لهذه الليلة، كانت تغذيني طاقة عجيبة، لم أبت أن جلست بجانبِ إحدى صديقاتي إلا قد اخبرتها بأنكِ وُفقتي وقد أصبح لديكِ شريك حياة تساندينه ويساندكِ في هذه الحياة، كنت أقول "توأمي اليوم ستتزوج، توأم روحي."
أنتهى يومي الدراسي وعدت للبيت، تقلبت كثيرًا على فراشي، كنت افكر بكمية الفرح و السعادة التي ستغمرني عندما أراكِ الليلة بفستانكِ الأبيض وحُلتك الفضية، ولكني جبرتُ نفسي اخيرًا أن أنام، لكي اكون معكِ بكامل وعيي نهاية اليوم.
أخيرًا أتت الساعة، وقد انتقيت أجمل فساتيني، وأجمل حُلتي، وصففتُ شعري، كنت أريد أن اخرجَ أجمل مافيَّ في يوم سعدك، وأن نأخذ الكثير الكثير من الصور لكي نُريّها أولادنا سويًا، ونروي لهم طفولتنا سويًا، كنت أبكي عند أبي كثيرًا لكي يسمح لي بالمجيء لبيت جدتي الكبير لألعب معكِ، كنتُ لا أمل ابدًا ولا أكِلّ، كأن الطاقة كانت تتجدد بالاستمرار معكِ، كنا نستمتع بالمبيت سويا أيضًا، كان الجنة بالنسبة لنّا، عندما كبرنا قليلًا تشاركنا الكثير من الأحاديث و التجارب وحتى المصائب، كنتُ أغطي عليكِ أمام أمكِ وكنتِ تفعلين المثل، كانت علاقتنا نادرة، فحتى وأن لم نتحدث لمدة طويلة، كنت أرى الشوق في عينيكِ عندما نلتقي، والحماس الذي يأخُذني عندما تقولين لي "عندي لك سوااالف!".
أنتي من أقصد عندما أقول بأن الصداقة جميلة، وأن الصداقة وحدها من تجعلكِ تكوني أنتي بلا أحكام أو انتقادات.
سمعتهم يتداولون بأنكِ ستُزفين الآن، أردت أن أبحث عن هاتفي، لكي التقط بعض الصور لكِ كذكرى عندي، ولكن لم يحالفني الوقت، بدأت الزفة وظهرتي، كنتِ جميلة، كنتِ قد جملتي الأبيض، وقد جملتي الورد في يديكِ، عيناي كانتا تلمَعان وقلبي كان يرفرف، الجميع كان يلتقط بعض الصور و الفيديوهات، إلا أنا وجدتي، فقد صورتُكِ صورًا لا تمحى ولا تنسى في ذاكرة قلبي.
أنتهى كل شيء و سافرتي خارج المملكة، كنتُ في تلك الليلة في بيت جدتي، نتسامر الحديث أنا ومن معي حتى الفجر، لكن ظل مكانكِ خالي، أحسست فعلاً بشعور الفقد، لم أكون أبدًا قد جلست تلك الجلسة من غيرك، كنا نتحدث كثيرًا الى أن يصبح الصبح، أو حتى نجلس و نشارك بعضنا الصور و المقاطع المضحكة، كان الشعور غريبًا لكني تمنيت لكِ في ليلتكِ تلك الهنا و السعادة، والاستقرار النفسي قبل كل شيء.
اليوم ١ شعبان، الموافق الخميس، أيضًا.
أتيتي و أنرتي بيت جدتكِ ثانيةً، رفضت جدتي في تلك الليلة أن تنام، قالت أريد أن أرتوي من رؤيتها،
كنتِ الماء لجدتي يا فَ!
ومن هنا أريد أن أقول لك بأني ممتنة جدًا فقد أحسستني بتميزي عندك، وكنتِ دائمًا جيدةٌ في ذلك، بينما أنا كنت في المقابل باردة المشاعر ظاهريًا، شكرًا لكِ على كل تلك المشاعر التي أعطيتني الفرصة لأشعر بها، وعلى كل المحسوسات و الماديات التي لم تبخلي بها يومًا علي، أحبكِ، ودام حُبكِ عامرًا في قلبي.
أنتهى.