إلى غريب لا يعرفني وهو منصتٌ جيد
سأدخل في صلب الموضوع مباشرةً، فلست جيدة في التلميحات و المقدمات .. لذلك ارجوك استمع فقط
و القاعدة هنا "لا تحكم عليّ" كما عهدناكم أيها الغرباء ..
أظنني سكبت ماءًا في سطل اللبن، فقد أصبح كثيرًا جدًا و لونه باهت فقد بياضهُ، وطعمه ليس كاللبن ولا أبن عمه
أظنني أيضًا امسكت سلة البيض بقوة، حتى انكسرت إحداهن وتبعتها الأُخريات
لكن صدقني، إنه عامل الظروف وعامل إتخاذ القرار السريع وقت الغضب الذي جعلني أفسد كل تلك النعم
تعلم .. لا أعرف كيف للحب أن يجعلنا نتخذ صفوفهم، نستخف بأخطاءهم
هل هذا يقودوني بأن عامل الحب هو ماجعلني أفسد هنا؟ لا أعلم
متأكدة أنني أتخذت القرار المناسب في الوقت المناسب تحت الظروف المناسبة .. لكن المؤسف أن كل ذلك تم أتخاذه تحت رؤيتي القاصرة
إنني لا أعلم، ولككني أتعلم .. لكنها الحياة التي تكرر كل تلك الحوادث علي مرارًا و تكرارًا
إنها تجعلني أشهد المشهد اولًا ، وفي المرة التالية تجعلني أُشارك باكيةً كنت أو ضاحكة
أرجوك .. إستمع
هل جربت أن تنفجر قنبلة في رأسك؟ ولا حتى أنا
إنها تظل هنا، فتيلها يشتعل .. ويقترب .. لكنها لا تنفجر
أظل ممسكةً جميع أعصابي كي لا تحترق .. لكنها لا تنفجر .. أولو كنتُ ضامنةً ألا تنفجر؟
أحيانًا أفكر ..
ربما كانت شمعة، مصباحًا يارب .. لكني لن أعرف إلا بآلة زمن تقودني هناك لأيامٍ أبعد
لا يهم مايوجد في رأسي
إنها روحي ياصديقي .. نعم بت صديقًا لي، تعرف عني الجنون .. أو مايسمونه القلق
روحي، فيها شُقوق لا أعلم كيف .. إنني أتخيل الروح كالهواء، كشيء لامرئي يدب في جسدي
لكنها بدت تُظهر شقوق .. أعتقد أن غالبية البشر لديهم تلك الشقوق لكن البعض جيد في الحياكة
يالله علمني الحياكة! سأحيك روحي و روح والدي
أتعلم؟ إنني أدرس جسم الإنسان في حياتي .. أدرسه خلية خلية وهذا يدل على صبري و طول بالي
إنني أصبر حتى أجد نورًا .. أجدَ حلاً .. ولو حتى دليلًا يرشدني
ولكن أعتقد أن لدي خريطة مختلفة، فلا مكتوبٌ هنا كما يفعلون ولا هم جاعلوك تفعل كما المكتوب
إن الخريطة، دليل.. لكن في الأرض المناسبة
لكني متأكدة أن في أرضي هنا لا خريطة، ولا نظام .. إنهُ إنسان و إن مات أتت نسخةٌ أخرى
أعلم تمامًا بأن الانسان عدو مايجهل، وأن الانسان لا يتقبل التغيير إلا بالتدريج و العادة
لكنه الوقت ياسادة! الوقت أثمن
إنني أجد نفسي في الخلايا و الأنسجة التي أدرسها وأتمعنها جيدًا .. فقط
أعتذر منك فتسلسل افكاري ليس مترابط هنا لكن لا بأس
مايقلقني أيضًا .. هو اليقين و الإيمان
لا أعلم كيف للبعض أن يحيى هكذا .. مجردًا من الدين
أن يعيش بلا يقين تام في جوفه أن إلهًا يحرسه، أن يدعو ليلاً و صباحًا يسألهُ حبه
.لا أعلم والله كيف لهم العيش بلا إيمان يخيط جروح أفئدهم، فلا أعتقد ابدًا أنني يومًا ناجيةً بلا إيماني
لا يهم، لكلٍ حجرته الترابية
في النهاية ياصديقي، سأجد خارطتي ولو رسمتها بنفسي
لذلك لا تقلق ..
.وداعًا