الأحد، 21 يونيو 2015

صوت خريجة

ها أنا في نهاية مطاف الثانوية العامة، اليوم، ومع الحصص المليئة بالمعلومات أتت الحصة الأخيرة والحمدلله وجدنا مُتنفس ، إلا أن دخلت الى الفصل أ.منال فدعق، وجذبت إنتباهنا من أول جملة كعادتها المعلمة المُفعمة بالحياة ..  
تحدثت عن موضوع في غاية الاهمية بل هو محور حديث الطالبات واهتمامهن تحدثت عن حفلة التخرج التي ستقام في المدرسة قبل الاختبارات النهاية، وأن هناك مشروع سيقام يتعلق باللغه الانجليزيه ، ثم عرجت في حديثها عن الابتعاث بعد التخرج من الثانويه و اختيار الجامعه في الوطن وما يتعلق بذلك من القبول وشروطه والتسجيل وآلياته واختبارات القدرات والتحصيلي تحدثت عن معلومات كثيره ومهمه كل ذلك كنت أستمع اليه بكل تركيز!اردت فعلا أن يتشرب عقلي كل معلومة تقال وكل سؤال لدي يبحث عن أجابة ..

الجميع هنا بلا إستثناء يفكرون .. المُبالي و الغير مُبالي تراودهم أفكار و صور المُستقبل ، والقليل منهم قد رسم مستقبله وحدد هدفه وتوكل على خالقه راجيا منه التوفيق فهم يعلمون ان من طلب العلا سهر اليالي ، ومع كل هذه المعلومات والحديث عن المستقبل وما يجلب معه من قلق ممزوج بالتفائل ، كنت مرتاحة بعض الشيء، مطمئنة راجية أن يوفقنا الله ويثمر مافينا في أي مكان وأي زمان. 
 و بين كل هذا اوقفتني تلك العبارة والجملة التي ظل صداها في عقلي من غير حولٍ مني ولا قوة  و التي أراها تستحق فعلاً التدوين .. قالت تلك المُعلمة الرائعة بصوت منخفض وبتأني وكأنها تعني كل كلمة تقولها : " أحيانًا تكونين قد دبرتي لك شيء، تخصصك المناسب و الجامعة أيضًا .. ولكن في لحظة وغمضة عين قد تكوني في مكانٍ أخر تمامًا ومازلتِ سعيدة" هنا طرحت الكثير من الاسئلة، وبدأ عقلي يعبِّس، لكن شفتاي أبتسمتا لا أراديًا وكأنهما مُؤقنتان أن من يدبرنا هوَّ أرحم الراحمين. 
يا ترى .. لو لم يوجد مكانٌ لي هناك في الجامعة التي أردت التجَّول بين مبانيها ..  ولم يكُّن بيدي على الاقل مادة تتكلم بعمق عن شيءٍ أهواه  ... أين سأكون ؟ أين سأذهب ؟ ماذا سأتخصص ؟ 
ولكن، المطمئن في الأمر ، أني سعيدة ، حسبُنا الله عليه توكلنا وإليه نُنيب ..  

15-4-1436هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق