الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

كيّف حصل كل ذلك؟



-

نحّن لا نعلم الغيبيات .. ولا ندرك ولا حتى نتخيّل شيئًا حقيقيًا منها .. 

لكن ما يُثير العَجب و التأمل فعلاً هي كل تلك العلاقات التي تربطنّا مع البشر .. 

كيف حَصل أنه تكره أحدهم و تحضنهُ باكيًا منهارًا في زمان و مكان آخرين؟ 
كيف أحسست عندما دخل لحياتك أحدهم وركلك الى المؤخره ليأخذ مكانك ثمَ تتشاركّا الاشياء ذاتها برضا تام لكن في زمان ومكان آخرين؟ 
كيف أمكن أن رميّت أرقامهم جميعًا في سلة المُهملات فتأتي بسيارتك لبابهم العتيق تحييهم سلامًا لكن في زمان ومكان آخرين؟
كيف سبحت كل هذا في بحر الكراهيّة وشربت كثيرًا من الماء المالح حتى أحسست بأنزلاق حَلقك و أحمرار عينيّك فتنجرف يمينًا في نهر الموّدة و الألفة حيث الارتواء والرضا؟ 
أهي فعلاً تقسو علينا الحياة وترهقنّا لدرجة التي نأمن ظهورنا على من كنا نخشى منهم القتلَ؟
أم هي روابط الكره ركيكّه تكسرها القليل من الإيمان بالله و اليوم الآخر؟
أم أن الحُزن الشديد، الذي يَحني الظهور و يُظلم الوجوه يجعلنا نرتمي لحضن أولهم متغافليّن عن كل تلك المشاعر؟ 

تساؤلات لا تنتهي .. و تأملات يوميّة تقنعك تمامًا بأن لا شيء يستحق أن تهدر كل مشاعرك و طاقتك على أمور تنقلب بغمضّة عين. 
ياربّ ركود في نهر المودة لكل هؤلاء البشر ولا سبّاحة في بحر الكراهية، ياربّ. أنتهى. 

- [ غيّن ]

الأحد، 7 أغسطس 2016

رسالة موقف.

مرحبًا،
هل مرّ عليك موقف وظل في ذاكرتك؟
هل حكى لك أحد الأصدقاء يومًا عن موقف حدث له، و حمدت الله أنك لست في مكانه؟
هل تمكّن ذلك الموقف النجاح و الخلود في ذاكرتك الدائمة، و الظهور قبل منامك بشكل مُستمر؟ 

أحد الأصدقاء لديه موقف مُشابه ..
عندما سقط من جدار طوله نصفُ متر حين وقعت عيناه على فتاة جميلة، رفرف قلبهُ لها
كان في الثانية عشرة من عمره، والآن قد تجاوز العشرين ولا يزال أهله و أصدقاءه يذّكرونه بتلك الحادثه و يضحكون بشده.
حسنًا ..
مهما كان الموقف صغيرًا و بريئًا يظل يكبر و يكبر مع كل فرد يعلم به ويتكلم فيّه وكأنه ينفخ في بالونه عملاقّه ينتظر الانفجار الأكبر! ومهما كان الموقف كبيرًا و عظيمًا فوجوده في ذاكرتك وحدك يجعله بحجمه الطبيعي، يجعلك قادرًا على السيطرة عليه وغمدة في الماضي وفي نفسكَ الضعيفة .كان بإمكان صاحبنا إقناع نفسه و الآخرين بأنه قد إختل توازنه بسبب غبارٍ أو حشرةٍ دخلت عينه ، أو بسبب عطسة شديدة مُفاجأة، أوه، ربما لم يتناول إفطار ذلك الصباح جيدًا، أو أنه لعب حافيًا ..
ولكنه لم يفعل، و أقبل "الراشدون" من كل فوجٍ يرمون عليه قهقهاتهم المقيتة، ولو أني شخصيًا آراهُ حادث رومنسيًا.
قِس على ذلك مواقف كثيرة .. لنبدأ بموقفك ، نعم أنت .
أبحث عن اسباب -ربما قد تكون ليست هي الحقيقية- ولكنها ليست زائفة ايضًا، فهي قد تكون سببًا لمواقف كهذه، ولكنه لم يفسر بالطريقة الصحيحة .. ببساطة تم تفسيره من قبل الناس من حولك، أناس قد يجهلون أنفسهم حتى!
حاول أن تجد تبرير لمواقفك بنفسك، لا تسلمها لناس، وحين تفعل ذلك، فأنت قادر على اقناعهم بأن جدار النصف متر العتيق حدث و انهار لأنه لم يُبنَ جيدًا!
صدقني، الناس تصدق مايقال لها عندما ترى الثقة، و سرعة البديهة، وقلب الطاولة بالجهه الأخرى التي لم يدركوا وجودها أصلاً! 

مواقفك المحرجة، إما أن ترويها لغريب أو حبيب، لأن مَن بينهما يجيد النقر بأمتياز هُنا. 


- الصديقة
    غيداء. 

الثلاثاء، 8 مارس 2016

دعوني أحلم

-
يااا للعجب ! 
يرددون بـ "إحلُم" أكثر حتى من اسماء ابائهم .. "غطّس نفسك بأحلامك البيضاءء النقية" ، ؛أستمتع بخيالك" .. 
تكبر مع مرور الأيام .. وأنت في كل صباح يوم جديد  تحّلم ، و تبني الأساس السهل ، الغير مرئي بالنسبةٍ لهم
وحين يأتي الوقت المناسب، الوقت المنتظر لتُزهر، الوقت الذي يسألُ فيه المرء فيكرمُ أو يُهان تحت تقاليدهم و أعرافهم الاجتماعية ..
- "أخبريني عزيزتي، أين ترين نفسكِ .. بماذا حلُمتي .. كيف رسمتي الخطة؟"
أخيرًا .. أتى من يسأل، أتى من سأسمعه كل تلك الكلمات و الجمل المحشورة في رأسي!
بكل شغف، بكل حماس، بكل حُب تَسرد كل مالديك تخبرهم عن مدى جمال ماتحلم به .. تحاول أن تُوصل إليهم السعادة التي تشعر بها وأنت تفكر بأحلامك الكبيرة .. 
 تفترس ملامحهُم بعد كل حلم نقّي تتفوه به .. تحاول أن تقتنص ولو نصف إبتسامة، ربما بتجاعيد بسيطة حول أعينهم تدل على البهجة .. 
يطبطبون على ظهرك .. "الله يكتبلك الخير يابنتي" .. 
وبعدها .. يتفاوتون عليك واحدًا تلو الآخر في خلواتك ليخبروك أنك لن تستطيع .. أنك أصغر بكثير من هذه المواجهة .. أن لك مكانا آخر لكن ليس هنا حيث ترى نفسك! .. 
وحتى في علاقاتك و ارتباطاتك الشخصية .. يتدخل الجميع، يرمون عليك الآراء و التقييمات و الأحكام غير مُبالين بسؤالك أو حتى بمشاعرك .. 
أحيانًا يتبادر الى ذهنك، هل هي فعلاً حياتي؟ لأنه لا يبدو لي ذلك ابدًا !
والمشكلة الأكبر، في حال كنت مُحاط بأناس قلوبهم مليئة بالمواقف السيئة من هذه الحياة، مشبعّة بالحقد، وكأن لا يُدخل على قلوبهم الراحة و السعادة الأ عندما يرونك تحارب، وتحارب، فتنكسر !
هم لا ينتظرون الفُرص، هم يخلقون الفرص و المواقف لكي يهدموا أي علو .. أي حلم .. أي علاقة .. ويغلفونها بتقاليدهم المتخلفّة .. ولا ننسى حتمًا البطاقة المُرفقة المليئة بكلمات المحبة الكاذبةة!
ولكن .. فلتسمعّوني .. أنني وبكل بساطة أجمع كل ذلك وأرميه بقمامة غرفتي الصغيرة، سأحلم و سأحلم و سأحققُ ما حلمت يومًا.
أما عن سعادتكم والتي أهتم بها جدًا .. سأتأكد بأن أرسل قطعة من الشوكولاته كهدية بسيطة منّي بعد كل فترة زمنية أو الورد الأبيض بين الحين و الآخر .. فقط دعوني أعيش حياتي كما يحلو لي، كما أستحق، وأنشغلوا أنتم بحياتكم .. أرجوكم.